ماهى الكيمياء الكيمياء فرع من فروع العلم يختص بدراسة تركيب المواد والتفاعلات التى تحدث بينها وهذا االعلم قد تفرع بدوره
الى أفرع عديدة منها من أختص بالمواد غير العضوية كالفلزات وغيرها ومنها من أختص
بالمواد العضوية مثل السكريات وغيرها ومع تطور علوم التشريح ووظائف الاعضاء فتح ذ
لك مجالا واسعا لدراسة العمليات الحيوية التى تجرى داخل الجسم فيما يسمى
بالكيمياء الحيوية وحيث ان القلب يعتبرعضوا هاما من أعضاء الجسم- كما تبين مما سبق-
و هو يمتلىء بالدم الذى يعتبر سائل ذو اهمية قصوى كوسيط فى نقل سواء المواد
المفيدة او الضارة بين خلايا الجسم وبعضها وبينها وبين خارج الجسم ونقص هذا السائل
يشكل شيئا خطيرا قد يعرض الانسان للموت والتبرع ولو بنقطة واحدة له عظيم الاثر
والثواب
فهل يا ترى المشاعر التى يمتلىء بها القلب هى ايضا ضربا من الاشياء التى تخضع
لعلم الكيمياء
الانسان روح وجسد يقول ألكسيس كاريل فى كتابه الانسان ذلك المجهول ان الجسم يبدى الى جانب النشاط الفسيولوجى وجوه نشاط اخرى يطلق عليها النشاط العقلى وتعبر الاعضاء عن نفسها بالعمل الالى والحرارة والظاهرة الكهربائية والمبادلات الكيمائية القابلة للقياس بواسطة فنون الطبيعة والكيمياء وقد نستطيع تقسيم النشاط العقلى الى نشاط عقلى واخلاقى وذوقى ودينى وان كان هذا التقسيم صناعيا اذ ان الحقيقة ان الجسم والروح هما وجهان شىء واحد والتناقض البادى بين المادة والعقل يمثل فقط تعارض نوعين من الفنون
الجهاز النفسى من المعلوم أن الانسان قد أبدعه الله سبحانه وتعالى من مادة وروح أما المادة فهى الجسد المعلوم لنا وأول انسان خلقه تعالى من طين ثم توالت الخلائق من نطف عبارة عن البويضة الملقحة ولايوجد تناقض هنا فلقد توصل العلم الحديث الى إكتشاف حقيقة ان تركيب جسد الانسان من نفس العناصر التى يتكون منها الطين او التراب بل وبنفس النسب تقريباوالجسد هو مجموعة الوحدات البنائية المسماة الخلايا والتى تتحد لتكوين الانسجة ثم الاعضاء فالاجهزة الداخلية
ولكن بالنسبة للروح فالامر مجهول تماما فهى سر من أسرار الخالق جل وعلا ومن ثم تعددت التصورات والافكار وظهرت فى الازمان القديمة الفلسفات التى خاضت فى هذه الامور الغيبية وقد تأثر بها بعض فلاسفة المسلمين بعد الفتوحات الاسلامية و من ثم نشأة علم الكلام الذى أستمد وجوده من اختلاط بالشعوب الاخرى حديثة العهد بالاسلام . ثم كان فى العصور الحديثة ما يسمى علم النفس الذى حاول استلام راية الخوض فى أسرار النفس البشرية والتى نحا أحد رواد هذا الفن والمبتكر الاول للتحليل النفسى فرويد منحى جديد وغريب بإتخاذ الجنس مبررا لمعظم السلوك الانسانى وتحدث عن الانا والهو والانا العليا والصراع الذى قد ينشأ بين المرء أو المرء ومجتمعه إلا أنه قد توصل فى وقت مبكر فى عام 1890 الى ان الجهاز العصبى يمكن ان يتأثر عن طريق العقل وبالتالى تحدث عن تلك القوة الغامضة واسماها العقل الباطن .ويتحدث علماء النفس عن الحياة العقلية ويقولون انها ثلاثية الجوانب وتشمل المعرفة والشعور والارادة ولاتعنى المعرفة لديهم مجرد المعلومات بل تشمل الانتباه واليقظة ايضا ووضعوا فى اعتبارهم ان العقل هو مقياس الانسان واننا كبار بقدر ما نشعر ونحن سعداء بقدر ما نعتقد والعقل الشديد اليقظة والانتباه لايحتاج مطلقا الى الضيق وعدم الاهتمام وكل نمو فى هذا العقل هو نمو فى الشخصية والجانب الثانى من جوانب الحياة العقلية عند علماء النفس هو المشاعر والتى تعتبر القوة الدافعة فى الحياة والانفعالات تعتبر سلاح ذو حدين واذا انفلتت من بين ايدينا قد تصبح قوة خطيرة والسؤال هل نستطيع التحكم تماما فى مشاعرنا!والجانب الثالث من الحياة العقلية هو جانب الارادة ويقصد بها العملية التى يختار بها العقل اى الطرق يسلك ثم يتبع ذلك الاختيار بالعمل وهذه الارادة ثم تقويتها بالمران وكلما زاد وضوح الصورة التى فى عقلنا عن النفس التى نريد ان نكون عليها سهل علينا ان نرغب ونريد فى الاتجاه الصحيح - وهذا الثالوث على فريضية صحته ففى اعتقادى انه تسبقه قوة خاصة تنبع من القلب وتجعله يعمل التفكير فى هذا الامر او ذاك وهذه القوة النابعة من القلب هى قوة الخير او الشر او بمعنى ادق هى قوة الايمان او الكفر.
كلمة فى التصوف يقول الاستاذ حسن عباس زكى وزير الاقتصاد المصرى الاسبق ان التصوف موضوع قلبى وليس موضوع حواس لان الانسان المؤمن ايمانه بقلبه وان الايمان يشع على جوارحه فتعمل فى طاعة الله وعلى ذلك فان الاصل هو القلب فمجال التصوف هو القلب ومجال العلم هو العقل ومجال الحركة هى الحواس وكل واحد من هذه النواحى لها دورها ويقول الشيخ محمد الغزالى ان التصوف نزعة انسانية عامة تلتقى فيها الطبيعة النفسية لبعض الناس مع طبيعة الايمان العميق باى دين و يتكون الموضوع الفريد والصحيح للتصوف الاسلامى يتكون من ثلاثة عناصر اولها جعل الايمان النظرى شعورا نفسا وتحويله من عقل يتصور من عقل يتصور الى قلب يعى ويتحرك والثانى تهذيب النفس والثالث النظر الى الوجود الصغير فى هذه الدنيا على انه جزء من الوجود الكبير الممتد بعد الموت وسلفنا الصالح كان يستجمع فى حياته النفسية والاجتماعية العناصر السابقة ولكنه لم يعرف الكلمة كما عرف النح وان كان يجيد النطق ولما كان الاسلام ينبع من اصول معروفة هى كتاب الله وسنة رسوله فان اى علم من علومه محكوم طوعا او كرها بهذه الاصول
الطب والمشاعر
لو نظرنا كيف
يتعامل الاطباء مع الامراض النفسية مثل الاكتئاب وهو مرض واسع الانتشار ويعزى السبب
فى معظم حالاته الى وجود خلل كيميائى فى نواقل الرسائل فى الجهاز العصبى مثل مادتى
السيروتنين والنورادرينالين وذلك بعد اكتشافهم الصلة بين هذه الامراض ووجود مواد
كيميائية تفرز داخل الجسم ومحاولة اعطاء ادوية تثبط من تأثير هذه المواد لعلاج هذه
الحالات وهنا يتبادر الى الذهن سؤال هل المشاعر غير المرضية أو الناتجة عن
الانفعالات الوقتية تخضع فى عمومها الى قواعد نفس اللعبة هل تعرضت يوما
ما لغضب شديد وضغط عصبى مع احد رؤسائك او عملائك فوجدت ان الدماء قد تصاعدت الى
وجهك واحمرت اذناك وانتفخت اوداجك؟لو حاولت ان
تبحث عن الاجابة لوجدت ان هناك مادة كيميائية هى الادرنيالين قد افرزت وهى التى
تسببت فى ذلك عن طريق جهاز يسمى الجهاز العصبى التلقائى يسيطر على القلب اما
بالتحفيز او التثبيط
وينتهى تأثيرها بانتهاء هذا الموقف ويعود الامر الى طبيعته
هل تتذكر متى
اخر مرة مارست فيها لعبة رياضية لوقت طويل بلااستعداد مسبق...هل تتذكر كيف تلاحقت
انفاسك وكاد قلبك يتوقف عن العمل اثناء ذلك وفى نفس الوقت تذكرت ذلك البطل
العالمى الذى بذل اضعاف اضعاف ما بذلت من جهد ولم تتساقط منه حبة عرق لانه بالتدريب
المستمر اصبح جسمه يتأقلم مع المجهود العنيف ولم تعد ثمة
حاجة لاستدعاء كل هذه المواد الكيميائية لمواكبة الزيادة فى
المجهودهل ادركت الان
قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصرعة انما الشديد الذى يملك
نفسه عند الغضب فكما توجد كيمياء للغضب فهناك ايضا كيمياء للحلم
فالانسان الذى يدرب نفسه على الصبر والطاعة يستطيع ان يقهر تلك النوبات من الحماقة
والذلل فقط انما يحتاج الامر الى مزيد من الجهد والعمل ودعنا نتذكر ذلك القول
الخالد (آلا ان سلعة الله غالية آلا ان سلعة الله هى الجنة) فلابد من التعود على
الحرمان من الانزلاق فى الشهوات والاسراف فى المعاصى والتحكم فى الغريزة ولعل
الحكمة فى المثابرة على الاعمال الصالحة مثل الصيام تتضح فى هذا السياق
أخى تذكر دائما أن الصبر على طاعة الله أهون بكثير من الصبر على معصيته
الكيمياء والطبيعة
عندما كنت أعبث ببعض الكتب التى لم
أقربها منذ مدة طويلة فى مكتبتى عثرت يدى على كتاب منذ اوائل السبيعينات بعنوان
الكيمياء فى الكون والحياة ومؤلفه الدكتور عبد الملك ابو
عوف نائب رئيس جامعة اسيوط فى ذلك الوقت وهو مجموعة من المقالات الشيقة عن
علم الكيمياء فتصفحت وريقاته بسرعة واثناء ذلك استوقفتنى مقالتين الاولى بعنوان
كتاب الطبيعة مكتوب بلغة كيماوية ولقد استعرض فيها الكاتب فى عجالة تطور علم
الكيمياء فبدأ بالقول أن الكيمياء بدأت بالتعليل والتحليل لحاجة الانسان الى
المعرفة وذلك من خلال رصد كل المواد الموجودة فى الكون ومعرفة خواصها ومميزاتها
ثم انتقلت الكيمياء من التحليل الى التأليف او من الهدم الى البناء ويتساءل
الكاتب هل العناصر المكتشفة تفردت بوحدة صماء وتأتى الاجابة علىلسانه بكلا والدليل
على ذلك هو التفاعلات بين العناصر وبعضها للوصول الى مركبات تختلف فى خواصها عن
العناصر المكونة لها وتتواصل الرحلة مع علم الكيمياء فيتم اكتشاف الذرة حيث
يعتبرها الكاتب بمثابة الكائن الحى الاول ثم وصف الكاتب علم الكيمياء بأنه يرد
النتائج الى مسبباتها ويربط الخيوط المبعثرة الى بكرتها الاصيلة وفى رأى ان هذا
يساعد على ارجاع الامور الى مبدعها جل وعلا0 وأختتم الكاتب مقالته الشيقة بقوله
ان جاليليو قال ان كتاب الطبيعة العظيم قد كتب بلغة رياضيه ويعتقد الكاتب انه لو
عاش جاليليو الى هذا العصر لقال ان كتاب الطبيعة مكتوب بلغة كيماوية ولاستبدل فى
معادلاته رموزه الجبرية باخرى كيميائية تشير كل واحدة منها الى وحدة الكون واضيف
انا ماذا لو عاش جاليليو فى الالفية الثالثة وبعد اكتشاف د- زويل الفمتوثانية
فتبارك الله احسن الخالقين
كيمياء العواطف أما المقالة الثانية فكانت بعنوان كيمياء العواطف ويشهد الله تعالى اننى لم اقرا هذه المقالة قبل ان اضع عنوان هذه الصفحة ولم يخطر ببالى ان مثل هذه الافكار يتشارك فيها بنى البشر على اختلاف ازمانهم ويبدا الكاتب مقالته بسرد واقعة عن احد طلاب كلية الصيدلة الذى اراد ان يمازح زملائه بالحديث عن كيمياء العشاق حشد فيها الكثير مما تعلم من فنون المعادلات الكيميائية ويقول الكاتب لعل صاحب هذه الدعابة لم يكن يدرى انه قد مس موضوعا من اهم موضوعات العصر واستطرد الكاتب فى حديثه عن العواطف فقال بأنها ليست نوازع خلقية فحسب انما هى آثار خلقية لتفاعلات خفية تدب فى الجسم الحى المليىء بالالغاز والاسرار ولعل علم التشريح قد ساهم فى ايضاح هذه الصورة باكتشاف الغدد وافرازاتها ويعرف الهرمون بانه رسول كيميائى ناتج من تفاعلات كيمائية معقدة ويفرز بكمات ضئيلة تكفى لاحداث آثار عظيمة وكل هرمون يتميز بنشاط نوعى خاص ويتساءل الكاتب عما إذا ما كان الانسان الاول قد توصل الى ما شابه ذلك فلقد روى فى الاساطير القديمة انهم كانوا يأكلون قلوب الذئاب لتزداد قلوبهم قوة وبأس ثم طاف الكاتب فى مقالته برحلة مثيرة مع تطور علم الكيمياء خلال القرنين السابع والثامن عشر والذى واكب ولادة علم الغدد الصماء وانتهى الكاتب من مقالته بتلخيص دور الكيمياء فى شقين الاول هو محاولة فصل هذه الهرمونات والتعرف على تركيبها بل ومحاولة تاليفها من ارخص العناصر لتعويض حالات النقص والتى يعانى بعض الافراد منها والشق الثانى هو استخدام التفاعلات الكيميائية فى الكشف عن امراض الهرمونات وبينت آثارها على السلوك الانسانى
كيمياء السعادة
منذ قرابة الالف عام كتب الامام
ابو حامد الغزالى رسالة بعنوان كيمياء السعادة جاء فيها كما ان الكيمياء
الظاهرية لا تكون خزائن العوام فكذ لك كيمياء السعادة لا تكون الا فى خزائن الله
تعالى ومن رحمته تعالى انه ارسل الانبياء يعلمون الناس كيف يجعلون القلب فى كور
المجاهدة وكيف يطهرون القلب من الاخلاق المذ مومة وسر هذه الكيمياء ان ترجع من
الدنيا الى الله كما قال سبحانه وتعالى وتبتل اليه تبتيلاومفتاح معرفة الله تعالى
هو معرفة النفس وان شئت ان تعرف نفسك فاعلم انك من شيئين الاول هذا القلب والثانى
يسمى النفس والروح والنفس هو القلب الذى تعرفه بعين الباطن وليس القلب هذه القطعة
اللحمية التى فى الصدر فى الجانب الايسر واذا سألت عن حقيقته فتذكر فول الله
تعالى ( ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى) ولقد أسمى الغزالى الروح
قلبا وهو محل معرفة الله تعالى ويستمر الامام فى قوله بأن النفس هى مركب
القلب واذا كان القلب ملكا فان العقل وزيره وللقلب بابين للعلوم واحد للأحلام
والثانى لعلم اليقظة
اعمال القلب الفعل يصدر من القلب مثل العلم والحب والرضى والرجاء والامن والفرح واضدادها من كره وحزن ويأس وافعال اخرى مثل الارادة وعزم وهم ورحمة وغفلة وندم ورغبة وغضب وحسد وحقد وكبر وعجب وحمية وتوجد اعمال تكون من الجوارح ولكن بسبب القلب من نظر وسماع وشم وذوق ولمس وركوع وسجود وقيام وقعود اذ لابد ان تكون بنية الطاعة والنية محلها القلب
القدرات العقلية
فى حديثه عن القدرات العقلية فى
القرآن الكريم قال د/ ماجد الكيلانى اشار الى ان
الاشارة اليها قد كان فى صورة الفعل وليس الاسم وبإعتبارها وظيفة من وظائف القلب
وفعل من أفعاله التى تجلرى داخل الانسان قبل أن تتحول الى ممارسات حسية على اعضائه
الخارجية ( أفلم يسيروا فى الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها ) سورة الحج46فالعقل اذا اشارة الى وظيفة وليس
شيء قائم بنفسه ا.ه
ثم
تحدث عن تصنيف هذه القدرات العقلية فوضعها فى عدة صور منها قدرة العقل وقرة التأويل
وقدرة التدبر واخرى وذكر عن قدرة االتدبير أنها وردت فى قوله تعالى ( أفلا يتدبرون
القرآن أم على قلوب أقفالها) سورة محمد 24وعندما تحدث عن التفكير ذكر
الكاتب ان القرآن الكريم يجعل خطوات التفكير العلمى صفة أساسية من صفات المؤمن
وينهى عن مخالفتها ويتوعد بالمحاسبة عليها ( ولاتقف ماليس لك به علم إن السمع
والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) سورة الاسراء 36وقد قسم الكاتب التفكير
الى تفكير شامل يرتبط بأوقات الاجتهاد والازدهار العلمى وتفكير جزئى يرتبط باوقات
الجمود والتقليد والميل للهوى . وفى معرض حديثه عن تنمية القدرات
العقلية وانها فى حاجة الى مراعاة عدد من الامور منها ان القدرات العقلية تولد
كامنةالانسان وتنمو وتشتد بالرعاية والتدريب وتضعف وتموت بالاهمال وسوء
الاستعمال او سوء التربية كما وردت الاشارة فى ذلك الى قوله
تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين 14وثمرة التربية
العقلية الناقصة او الخاطئة هى العجز الموضح فى قوله تعالى ( لهم قلوب لايفقهون بها
ولهم أعين لا يبصرون بها ) الاعراف179